موضوع: الرياضة النجفية بين السمعة العالية وتراجع الخط البياني الثلاثاء فبراير 07, 2012 7:06 am
رياضيون يجمعون اسباب التراجع الى ضعف الاهتمام بالفئات العمرية والانانية والحسد وغياب التخطيط والضعف الاداري مبالغ الاحتراف العالية استنزفت ميزانية الاندية وجعلتها تهتم بالساحرة المستديرة على حساب الالعاب الاخرى حكم دولي سابق : قاعدة التحكيم لاتبشر بخير وقد يتأخر ظهور حكم دولي في النجف حتى عام 2025
بعد ان كانت متصدرة الساحة الرياضية العراقية في مختلف الالعاب وكان حضورها مؤثرا في كل المنافسات والبطولات , وبعد أن كانت سباقة في تخريج المواهب ورفد الفرق والمنتخبات باللاعبين والمدربين , بعذ كل هذا انقلب الحال رأسا على عقب وبدأت الامور تسير بشكل عكسي لتصبح رياضة النجف تعتمد في مختلف فرقها على لاعبين ومدربين من محافظات عراقية اخرى وكان للعاصمة بغداد نصيب كبير من تلك الطاقات الرياضية وكذلك المحافظات المجاورة التي فضل لاعبيها الحضور في ميادين الرياضة النجفية بعد تراجع رياضتها هي الاخرى اضافة الى ما جادت به خزائن الاندية النجفية من أموال تم صرفها على هؤلاء اللاعبين لتسديد نفقات عقودهم العالية ورواتبهم الكبيرة وخصوصا لاعبي كرة القدم الذين حصلوا على اعلى المبالغ واستنزفوا ميزانية الاندية مما أثر بشكل واضح على ديمومة التواصل مع الالعاب الاخرى بعد ان اخذت كرة القدم حصة الاسد من تلك الاموال , الشيء الاخر الذي اتسمت به اغلب الاندية النجفية هو غياب التخطيط وتوفير الرؤى والافكار العلمية لبرمجة الجوانب الرياضية والادارية والمالية بالشكل الصحيح وان كان للتخطيط حضورا في بعض الاندية فانه لم يكن تخطيطا بعيد المدى ليستقر على حلول انية تدفع بالامور بالتي هي احسن !! وهذه الحلول السريعة لاتلبي الحاجة العامة لتطوير العمل الرياضي وتقضي على تطلعات معظم الرياضيين في غير لعبة من الالعاب التي تمارس في النادي ولاتدع مجالا امام اعضاء الادارات للتخطيط بدعم قاعدة الالعاب وتطوير الكفاءات الرياضية في النادي .
ولاجل تسليط الضوء على مسيرة الرياضة النجفية والاسباب الحقيقية التي ادت الى تراجع اسهمها في بورصة المنافسات الرياضية اجرينا هذا التحقيق والذي يكشف حقيقة الامور من قبل اصحاب الشأن الرياضي الذين تطرقوا بصدق وصراحة والم عن واقع الحال الموجود حاليا والظروف التي ادت الى التراجع .
حسد وانانية
اعترف الحكم الدولي السابق الدكتور غالب عبد الكاظم نائب رئيس الهيئة الادارية لنادي الكوفة الرياضي بحالة التراجع على مستوى الاعداد والانجاز والادارة والتخطيط في كل مفاصل الرياضة في المحافظة وقال : نعم هناك تراجع في مستوى الخط البياني للرياضة النجفية والذي أعزو أسبابه الى عدم تعاون الكوادر الرياضية في المحافظة فيما بينها والتمسك بالاداء الروتيني الذي ما زال يعشعش في رؤوس البعض من المتصدين للعمل الرياضي والبقاء على منهج واحد في العمل دون مواكبة لحالة التطور , يضاف لذلك وجود حالة الانانية لدى البعض في التمسك بالبقاء وعدم فسح المجال امام الاخرين وكل واحد من هؤلاء يدعي الوصل ب (ليلى ) وليلى باقية وحيدة تنحب حالها , والشيء الاخر هو ظهور حالة (الحسد ) من نجاحات الاخرين وعدم تهنئتهم والوقوف معهم حينما يستلمون مواقع قيادية في رياضة البلد والكل يبدأ بالتنصل والطعن بالاخرين .
وتطرق عبد الكاظم الى موضوعة الاموال الطائلة التي يتم صرفها سنويا على اللاعبين المحترفين في صورة ولدت عجزا ماليا كبيرا لدى الاندية وكان بالامكان الابتعاد عن هذا المنهج والانصراف للاستفادة من هذه الاموال الضخمة لدعم الالعاب الاخرة والاهتمام بالفئات العمرية مشيرا الى استغرابه من المبالغ التي يحصل عليها لاعب اليوم في موسم واحد والتي قد لاتصل الى حدود ما يحصل عليه الموظف طوال 30 سنة يقضيها في الخدمة .
الالعاب تعاني والكرة مدللة
محطتنا الثانية كانت مع مدرب كرة اليد كاظم كامل مسؤول الشعبة الرياضية في مديرية شباب ورياضة محافظة النجف والذي اوضح قائلا : مشكلتنا الحقيقية هي غياب الدعم المادي المطلوب لتطوير الالعاب الجماعية والذي اقتصر على الساحرة المستديرة فقط التي كانت مدللة واخذت الكثير من الاموال المخصصة للرياضة النجفية وهو ما أثر على مستويات هذه الالعاب والتي مع كل الاسف اتخذت منحى الاعتماد على اللاعب الجاهز من خارج المحافظة بعد ان اهملت القاعدة ولم يحضر الاهتمام المطلوب بفرق الفئات العمرية .
وأشار كامل الى حقيقة غياب اللاعب المهاري الذي بدأت اعداده تتناقص بسبب عدم الاهتمام بقاعدة اللعبة التي ركزت على الكمية والمشاركات في البطولات المحلية لكن على حساب نوعية اللاعبين وحسن اعدادهم وتأهيلهم .
للحكام نصيبهم من التراجع
الحكم الدولي عباس عبد الحسين الذي يشغل منصب مستشار رياضي في ديوان المحافظة أشار الى واقع التحكيم في المحافظة بشيء من الخشية على االمستقبل حينما وصف الحال بالسيء بسبب عدم الاهتمام بقاعدة التحكيم والتوجه للاهتمام بالكم على حساب النوع والذي سيؤدي الى ابتعاد الحكم النجفي من الوصول الى القائمة الدولية وحتى عام 2025 أو ربما لانستطيع من تقديم ولو حكم واحد متميز يمكن الاعتماد عليه في الواجبات المحلية المهمة .
وعزا عبد الحسين اسباب التراجع الى اهمال جوانب مهمة في تطوير الحكم منها منحه الثقة بنفسه من خلال الدورات والواجبات وعدم توفر الدعم المادي والمعنوي له اضافة الى ضعف متابعة لجنة الحكام المركزية لحكام المحافظة وكل هذه الاسباب تدعو الى التشاؤم في مستقبل التحكيم في المحافظة التي يحضر دوراتها الكثير لكن تواصلهم بعد ذلك يكون ضعيف بسبب التوجه الى الاعداد الكبيرة لغايات انتخابية مكشوفة دفعنا ثمنها تراجعا في الخط البياني وابتعادا عن منافسة الحكام الاخرين في العاصمة والمحافظات مما ادى الى تأثر الصورة الحقيقية لحكام الكرة في المحافظة التي كانت حتى زمن قريب تفتخر بانها خرجت اربعة من قامات التحكيم في العراق وهم المتحدث والدكتور غالب عبد الكاظم والحكم الدولي عبد العال خضير والحكم الدولي احمد عبد الحسين الذي يعد اخر عنقود التحكيم الدولي في المحافظة .
القدم تراجعت وعادت .. واليد تنافس
اخر المتحدثين كان علي جيمان عضو الهيئة الادارية لنادي النجف الرياضي الذي أكد ما طرحناه حول موضوع تراجع الخط البياني لاغلب الالعاب الرياضية في المحافظة وقال : نعم هناك تراجع في مستوى كرة القدم التي لم تكن بالصورة السابقة التي عرفت عنها قبل مواسم والتي كانت لاتفارق مقصورة القمة والسبب هو ضعف الامكانات المادية وعدم الاهتمام بقاعدة اللعبة والاعتماد على اللاعب الجاهز الذي كلف ميزانية الرياضة والنادي الكثير , لكن تبقى لهذه اللعبة هويتها الحقيقية وجمهورها الواسع الذي نشاهده اليوم قد عاد لمتابعة الفريق بعد ان تحسنت اوضاعه وتغيرت صورته .
اما بخصوص بقية الالعاب فان حضورها تأرجح وبما يتناسب مع وضعها العام في البلد وكان لغياب البنى التحتية دورا كبيرا في تراجع البعض منها اضافة الى غياب الاهتمام بالفئات العمرية وعدم توفير قاعدة جيدة من طلبة المدارس ومن بطولات الفئات العمرية , واذا تناولنا موضوع كرة اليد فاعتقد ان مسيرتها جيدة في المحافظة بعد ان حضرت فرقها في اندية النجف والكوفة ونفط الوسط والحال نفسه ينطبق على لعبة كرة السلة التي ارتفع شأنها كثيرا في السنوات الاخيرة بعد احتضانها من قبل نادي التضامن الذي كان منافسا قويا للفرق البغدادية والفرق الشمالية التي اهتمت بها.
من المسؤول ؟
بعد ان استمعنا لكل الاراء التي اكد قسم منها وجود حالة التراجع في بعض الالعاب بينما أشار البعض الاخر الى تميز العاب اخرى نقول ان السمعة الرياضية للمحافظة تاثرت كثيرا نتيجة تراجع بعض الرياضات فيها والتي لم تحقق طفرات واضحة على المستوى النوعي والكمي كما كانت عليه سابقا ولم تظهر على سطح المنافسة طاقات رياضية جيدة كالتي سبقتها في السنين الماضية ولم نسمع بوجود كشافين يقدمون لنا مواهب جديدة اضافة الى غياب دور الكفاءات الاكاديمية عن ميدان العمل الاداري ووصول بعض الاشخاص الى الادارات وهم لايفقهون من العمل الرياضي شيء وبعيدين عن مواكبة حالة التطور الحديثة التي تشهدها ميادين الادارة الرياضية وشهدت رياضة المراة غيابا واضحا ولم تفعل الرياضة المدرسية بالشكل الذي نتمناه لتقدم لنا ابطالا في العاب الساحة والميدان والطاولة وكرة اليد والسلة والطائرة والكراتيه ورفع الاثقال وغيرها من الالعاب في حين بقي الروتين مرافقا لعمل منتديات الشباب التي اعتمدت على رياضيي الاندية في مختلف بطولاتها وحتى نكون موضوعيين ومنصفين كان لغياب الدور الاعلامي اثره في تاشير حالات التراجع والاخفاق في العمل الرياضي في المحافظة .
الرياضة النجفية بين السمعة العالية وتراجع الخط البياني